دلالة علامات الامتحان السّيكومتري
وظيفة علامات الامتحان
مؤسسات التعليم العالي لا يمكنها أن تقبل للدراسة فيها كل من يريد الانتساب إليها. لذلك، فهي تفضل قبول المتقدمين للانتساب الذين احتمالات نجاحهم في الدراسة للقب الأول هي الأفضل. من أجل التنبؤ باحتمالات نجاح المتقدّمين للانتساب، تستعين معظم المؤسسات بعلامات الامتحان السيكومتري وعلامات امتحانات البجروت. الوظيفة الوحيدة لعلامات الامتحان السيكومتري هي التنبؤ باحتمالات النجاح في التعليم: كلما كانت العلامات في الامتحان أعلى، يمكن الافتراض بأنّ احتمالات نجاح المتقدّم للانتساب في الدراسة الأكاديمية ستكون أعلى.
مع ذلك، من المهم أن تتذكر بأن الحديث عن احتمالات النجاح، أي أن الحديث عن توقعات وليس عن يقين. لا يمكن أن نؤكد بأنّ من حصل على علامات عالية في الامتحان سينجح في دراسته ومن حصل على علامات منخفضة في الامتحان سيفشل فيها. توجد عوامل كثيرة تؤثّر على النجاح في الدراسة، من بينها الدافعيّة عند المتقدّم للانتساب، إبداعه وقدرته على المثابرة. لا يمكن قياس جميع هذه العوامل بواسطة الامتحان.
الحدُّ الأدنى للقبول للدراسة
شهادة البجروت (أو شهادة إنهاء الدارسة التحضيرية) هي شرط ضروري للقبول لمؤسسة تعليم عالٍ في إسرائيل. في كثير من الأقسام يوجد مساري قبول أساسيّين: (أ) القبول على أساس مركبات علامات البجروت ومعدلها فقط، (ب) القبول على أساس معدل علامات البجروت وعلامة الامتحان السيكومتري. كل مؤسسة تقرر شروط قبول خاصة لكل قسم من الأقسام الدراسية وتحرص على نشرها. فيما يلي شرح موسّع حول مسار القبول المبني على الدمج بين معدّل علامات البجروت والامتحان السيكومتري.
كل مؤسسة تحسب لكل متقدّم علامة قبول تسمى “علامة إجمالية”. تعتمد هذه العلامة على علامات امتحانات البجروت وعلامة الامتحان السيكومتري، وهي تعكس احتمالات نجاح المتقدّم في الدراسة للقب الأول. كل قسم دراسي يصنّف المتقدّمين الذين سجّلوا إليه بحسب العلامة الإجمالية التي حصلوا عليها. بعد ذلك يقرر القسم الحدّ الأدنى للقبول: المتقدّمون الذين علامتهم أعلى من الحدّ الأدنى للقبول يتم قبولهم للدراسة، والمتقدّمون الذين علامتهم أقل منه يتم رفضهم.
يتم تحديد الحدّ الأدنى للقبول في كل قسم دراسي بحسب عدد الأماكن الدراسية في القسم، عدد المتقدّمين وعلامات القبول الخاصة بهم: يرتفع كلّما كان عدد الأماكن أقل، عدد المتقدّمين أكبر ومستوى المتقدّمين أعلى. تحدّد بعض الأقسام الدراسية حدّ أدنى للقبول أيضا لضمان أن يكون المتقدّمون للقسم ذوي قدرات أكاديمية ملائمة.
المتقدّم الذي تم رفضه لأنّ علامته أقل من الحدّ الأدنى للقبول ليس بالضرورة غير ملائم للدراسة في القسم المطلوب، لكن في السنة التي سجّل بها للدراسة كان هناك عدد كبير من المتقدّمين الذين علامة القبول الخاصة بهم أعلى من علامته. لهذا السبب يمكن لمتقدّم تم رفضه من قسم دراسي معيّن أن يُقبل لنفس القسم في السنة التالية، أو أن يُقبل لقسم آخر في نفس المؤسسة أو أن يُقبل لقسم مشابه في مؤسسة أخرى.
ماذا يعني أّنّ علامة الامتحان السيكومتري نسبيّة؟
في معظم الامتحانات في النظام التعليمي يفترض أن تُظهر العلامة مدى تَمكُّن الممتحَن من المضامين والمهارات التي تعلّمها في الصفّ. يمكن الافتراض، مثلا، بأنّ الممتحَن الذين حصل على علامة 80 في امتحان جغرافيا متمكّن من %80 من المضامين والمهارات التي تعلّمها في دروس الجغرافيا.
في المقابل، علامة الامتحان السيكومتري لا تعبّر عن مدى تَمكُّن الممتحَن من مادة تعليمية معيّنة أو أخرى. بدلا من ذلك، فإنّها تعكس قدراته في مجالات معيّنة بالنسبة إلى الممتحَنين الآخرين. لذلك فنحن نقول إنّ علامة الامتحان السيكومتري هي “علامة نسبية”. كل ما يمكن معرفته عن ممتحَن حصل على علامة 120 في فصول التفكير الكلامي، على ما يبدو، أنّ قدراته الكلامية أعلى قدرات ممتحَنين حصلوا على علامة أوطأ، وأقل من قدرات ممتحَنين حصلوا على علامة أعلى.
من أجل التأكد بأنّ العلامة التي يحصل عليها كل ممتحَن متعلّقة بقدراته فقط، وليس بعوامل ترتبط بامتحان معين أجراه، نحسب العلامة النهائية بالنسبة إلى علامات كل الممتحَنين الذين أجروا الامتحان السيكومتري منذ موعده الأول، ديسمبر 1983. بكلمات أخرى، حتى لو في الموعد الذي تقدمت فيه للامتحان، تقدم للامتحان ممتحًنون كُثر متمكّنون بشكل خاص، فإنّ هذا لن يؤثّر على طريقة حساب علامتك (أو علامتهم) لأنّه تتم مقارنة جميعهم مع جميع الذين تقدموا للامتحان حتى الآن. لهذا السبب لا يوجد لموعد الامتحان أي تأثير على علامات الممتحَنين. من هنا، السؤال الأساسي الذي يجب أن يكون أمام عينَي الممتحَن عند اختياره موعد الامتحان، ما هو الوقت الأنسب له لإجراء الامتحان.
ماذا تعكس علامة الامتحان السيكومتري؟
يقيس الامتحان السيكومتري فقط قدرات أكاديمية أساسية. لا تقيس علامة الامتحان الذكاء، وبالتأكيد لا تقيس العبقرية. صحيح أن الكثير من امتحانات الذكاء تفحص أيضًا قدرات تُفحص في الامتحان السيكومتري، ولكن تلك الامتحانات تفحص أيضًا قدرات عديدة أخرى.
إنّ التصور الذي يرى بأنّ علامة السيكومتري العالية تدل على ذكاء عالٍ خاطئ وحتّى مضرّ: فقد يؤدي إلى أن “يتوتر” الممتحَنون قبل الامتحان، ويخافون من الحصول على علامة منخفضة ويخجلون من العلامة التي حصلوا عليها. بالإضافة إلى ذلك من شأنه أن يجعلهم يبذلون جهدا ومالا في التحضير للامتحان حتى لو كانوا لا يحتاجون إلى علامة عالية من أجل القبول في القسم الدراسي الذي يرغبون فيه. لعلمك، معظم الأقسام التعليمية تطلب علامة سيكومترية قريبة من المعدّل (550)، وفقط عدد قليل من الأقسام والكليات، مثل الطبّ والقانون، تطلّب علامة عالية جدًا.
لأنّ العلامة في الامتحان السيكومتري لا تفحص الذكاء بل تعكس مستوى القدرات في المجالات المطلوبة للدراسة الأكاديمية، ولأنّ بعض هذه القدرات هي قدرات مكتسبة، فإنّ الاستعداد المُكثف للامتحان يمكنه أن يؤثر إيجابيًا على علامة الامتحان وأيضًا على النجاح في الدراسة الأكاديمية.